تحذيرات من كارثة صحية في غزة.. نقص الوقود يهدد بانتشار الأوبئة وانهيار الخدمات
تحذيرات من كارثة صحية في غزة.. نقص الوقود يهدد بانتشار الأوبئة وانهيار الخدمات
حذّر اتحاد بلديات قطاع غزة، من مخاطر وشيكة لانتشار الأوبئة وتدهور الوضع الصحي في قطاع غزة، في ظل استمرار منع إسرائيل إدخال كميات كافية من الوقود اللازمة لتشغيل المرافق الحيوية.
وأوضح الاتحاد، في بيان رسمي، نقلته وكالة "وفا" الفلسطينية، اليوم الأحد، أن البلديات تواجه «أزمة وقود حادة» أثّرت مباشرة في قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، خصوصاً في أوقات الطوارئ ومع دخول فصل الشتاء.
ويعكس هذا التحذير حجم الضغط المتزايد على البنية الخدمية الهشة أصلاً، في وقت تتفاقم فيه الاحتياجات الإنسانية والصحية لسكان القطاع.
شلل المياه والصرف الصحي
بيّن الاتحاد أن النقص الحاد في الوقود أدى إلى تعطّل مضخات المياه ومحطات الصرف الصحي، ما يرفع احتمالات تلوّث مصادر المياه وانتشار الأمراض المعدية.
ولفت إلى أن توقف هذه المرافق الحيوية يهدد الصحة العامة، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان ومراكز الإيواء، محذراً من أن استمرار الأزمة قد يقود إلى تداعيات بيئية وصحية خطرة يصعب احتواؤها لاحقاً.
وأضاف البيان أن تراكم النفايات وعدم القدرة على إزالتها يفاقمان المخاطر البيئية، في وقت تعجز فيه الآليات المتبقية عن رفع الركام وفتح الطرق.
وأشار إلى أن هذا الوضع يعيق حركة مركبات البلديات والدفاع المدني والإسعاف، ويضعف الاستجابة للحالات الطارئة والإنقاذية، لافتاً إلى أن القيود المفروضة على الوقود تُفقد الخدمات البلدية حدّها الأدنى من الجاهزية.
توقعات بتدهور أكبر
توقّع الاتحاد مزيداً من التدهور الإنساني والخدمي مع دخول المنخفضات الجوية والأمطار الغزيرة، في ظل الحاجة إلى كميات كبيرة من الوقود لتشغيل المضخات والمعدات.
شدّد على أن استمرار نقص الوقود يهدد بتوقف شبه كامل لخدمات البلديات، ما يستدعي فتحاً فورياً للمعابر وتوفير الإمدادات والكميات الكافية لضمان الحد الأدنى من الخدمات الإنسانية والصحية.
واتهم الاتحاد إسرائيل بالتنصّل من التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق وقف إطلاق النار، ولا سيما فتح المعابر وإدخال الكميات المتفق عليها من المواد الغذائية والإغاثية والطبية ومواد الإعمار والإيواء.
مئات الخروقات الإسرائيلية
ذكّر بأن الاتفاق كان من المفترض أن ينهي حرب إبادة جماعية بدأت في 8 أكتوبر 2023، وأسفرت عن أكثر من 71 ألف شهيد فلسطيني ونحو 171 ألف جريح، إضافة إلى تدمير قرابة 90% من البنية التحتية المدنية، مع كلفة إعمار قدّرتها الأمم المتحدة بنحو 70 مليار دولار.
أشار إلى أن إسرائيل ارتكبت مئات الخروقات منذ دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، بينها قصف وإطلاق نار في مناطق يُسمح للفلسطينيين بالتحرك فيها، ما أدى منذ 11 أكتوبر الماضي إلى استشهاد 414 فلسطينياً وإصابة 1142 آخرين، وفق معطيات رسمية.
وخلص الاتحاد إلى أن منع إدخال الوقود لا يهدد الخدمات البلدية فحسب، بل يضع حياة مئات آلاف المدنيين على المحك، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته والضغط العاجل لضمان تدفق الإمدادات، تفادياً لكارثة صحية وبيئية واسعة النطاق.











